الفرق بين جدري القردة والجدري العادي: معلومات طبية هامة

 


 

الفرق بين جدري القردة والجدري العادي: معلومات طبية هامة


جدري القردة والجدري العادي هما مرضان معديان يسببها فيروسات مختلفة ولهما خصائص مميزة تميّزهما عن بعضهما البعض. في هذا المقال، سنلقي نظرة مفصلة على الفرق بينهما من حيث الأسباب، الأعراض، التشخيص، العلاج والوقاية.

1. الأسباب والفيروسات

جدري القردة:

  • الفيروس المسبب: جدري القردة يسببه فيروس يُعرف بـ "فيروس جدري القردة" (Monkeypox virus). ينتمي هذا الفيروس إلى عائلة الفيروسات الجدرية (Poxviridae) ويعتبر من فيروسات الجدري غير البشرية.

  • مصادر العدوى: فيروس جدري القردة ينتقل بشكل رئيسي من الحيوانات إلى البشر. الحيوانات البرية مثل القوارض والقرود تعتبر الخزانات الطبيعية للفيروس. انتقال العدوى من حيوان إلى إنسان يحدث غالباً من خلال ملامسة سوائل الجسم أو جلد الحيوانات المصابة.

الجدري العادي:

  • الفيروس المسبب: الجدري العادي يُسببه فيروس "جدري" (Variola virus) الذي ينتمي أيضاً إلى عائلة الفيروسات الجدرية.

  • مصادر العدوى: الجدري العادي كان ينتقل من إنسان إلى إنسان بشكل رئيسي عبر ملامسة سوائل الجسم أو إفرازات الجهاز التنفسي للشخص المصاب. الانتشار كان يحدث بشكل سريع خاصة في المجتمعات غير المحصنة.

2. الأعراض والتشخيص

جدري القردة:

  • الأعراض الأولية: تبدأ الأعراض عادة بأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا مثل الحمى، القشعريرة، التعب، وآلام العضلات. قد يشعر الشخص أيضاً بألم في الظهر، صداع، واحتقان في الحلق.

  • الأعراض الجلدية: بعد فترة تتراوح من 1 إلى 3 أسابيع من ظهور الأعراض الأولية، تظهر طفح جلدي على الوجه، اليدين، والقدمين، وقد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. الطفح يبدأ كبثور مسطحة ثم يتحول إلى حويصلات، ثم إلى بثور مليئة بالقيح قبل أن تتكون القشور التي تسقط في النهاية.

  • التشخيص: يعتمد التشخيص على الأعراض السريرية والتاريخ المرضي. قد يتطلب تأكيد الإصابة إجراء اختبارات مخبرية مثل اختبارات PCR لتحديد وجود الفيروس.

الجدري العادي:

  • الأعراض الأولية: تبدأ الأعراض بأعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا مثل الحمى، القشعريرة، والتعب. يمكن أن تكون الحمى شديدة مع شعور عام بالإرهاق.

  • الأعراض الجلدية: يظهر الطفح الجلدي بعد حوالي 2 إلى 3 أسابيع من ظهور الأعراض الأولية. يبدأ الطفح كبثور مسطحة ثم يتحول إلى حويصلات مليئة بالقيح التي تتحول إلى قشور. الطفح الجلدي ينتشر عادة من الوجه إلى باقي الجسم، بما في ذلك اليدين والقدمين.

  • التشخيص: تشخيص الجدري العادي يتطلب اختبارات مخبرية مثل اختبار PCR أو زراعة الفيروس من عينات الجلد. الأعراض السريرية والتاريخ المرضي تلعب دوراً مهماً في التشخيص أيضاً.

3. طرق الانتقال

جدري القردة:

  • الانتقال من الحيوانات إلى الإنسان: الانتقال يحدث بشكل رئيسي من خلال ملامسة الحيوانات المصابة. يمكن أن يكون ذلك عبر جلد الحيوانات أو سوائل الجسم أو حتى من خلال تناول لحوم غير مطبوخة جيداً.

  • الانتقال من إنسان إلى إنسان: أقل شيوعاً مقارنة بالجدري العادي، لكنه ممكن من خلال ملامسة الجلد المريض أو الأسطح الملوثة أو عبر الرذاذ التنفسي من شخص مصاب.

الجدري العادي:

  • الانتقال من إنسان إلى إنسان: يحدث بشكل رئيسي عبر التنفس من خلال الرذاذ أو ملامسة السوائل أو القشور من شخص مصاب. يمكن أن ينتشر بشكل سريع جداً خاصة في الأماكن المكتظة.

4. المضاعفات

جدري القردة:

  • المضاعفات: تشمل المضاعفات المحتملة التهاب الرئتين، التهاب الدماغ، والتهابات جلدية ثانوية. قد تكون الأعراض أكثر شدة في الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أو في الأطفال.

الجدري العادي:

  • المضاعفات: يمكن أن تشمل التهابات ثانوية بكتيرية، التهاب الرئتين، التهاب الدماغ، ومشاكل في العيون. يمكن أن تكون مضاعفات الجدري العادي شديدة وتتسبب في وفاة المرضى في بعض الحالات.

5. العلاج والوقاية

جدري القردة:

  • العلاج: لا يوجد علاج محدد للجدري القردة، ولكن العلاج يدور حول تخفيف الأعراض والرعاية الداعمة. في بعض الحالات، قد يتم استخدام الأدوية المضادة للفيروسات مثل "تيمودين" إذا كان هناك حاجة.

  • الوقاية: تشمل الوقاية تجنب ملامسة الحيوانات البرية في المناطق التي ينتشر فيها المرض، واتباع ممارسات النظافة الجيدة. تطعيم الجدري قد يوفر بعض الحماية ضد جدري القردة.

الجدري العادي:

  • العلاج: لم يكن هناك علاج محدد للجدري العادي، لكن الرعاية الداعمة كانت ضرورية. في الحالات المتقدمة، قد يُعطى العلاج المضاد للفيروسات مثل "براكسا" (Brinell's vaccine) أو "تيمودين".

  • الوقاية: التطعيم ضد الجدري كان فعالاً جداً في الوقاية من المرض. تم القضاء على الجدري العادي عالمياً بفضل برامج التطعيم الشاملة، واللقاح لا يُعطى عادةً اليوم إلا في حالات محددة.

6. الوضع الحالي والانتشار

جدري القردة:

  • الوضع الحالي: لا يزال جدري القردة يشكل خطراً صحياً في بعض المناطق، خاصة في وسط وغرب إفريقيا. حالات تفشي مرضية قد تحدث أيضاً في مناطق أخرى، ولكنها أقل شيوعاً.

الجدري العادي:

  • الوضع الحالي: تم القضاء على الجدري العادي عالمياً منذ عام 1980 بفضل برامج التطعيم الشاملة. المرض لم يظهر منذ ذلك الحين، ولكن الفيروس لا يزال موجوداً في مختبرات معينة لأغراض البحث.

الخلاصة

بينما يشترك جدري القردة والجدري العادي في بعض السمات المشتركة كونهما ينتميان إلى عائلة الفيروسات الجدرية ويظهران طفحاً جلدياً، إلا أن هناك اختلافات كبيرة بينهما من حيث الفيروسات المسببة، طرق الانتقال، المضاعفات، وأساليب العلاج والوقاية. في الوقت الذي تم القضاء فيه على الجدري العادي عالمياً، يظل جدري القردة مرضاً يمكن أن يظهر في بعض المناطق ويتطلب الرعاية والوقاية المناسبة لتفادي انتشاره.



تعليقات